بسم الله الرحمـان الرحيـم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إلى تلكَ الفتاة المهمومة ،
التي قد غفلت عن دينها ،
وغرقت في وحل المعاصي و الذنوب ،
و أبت نفسها إلاّ أن تتوب إلى الله عزوجلّ ،
أما سمعتِ قول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ،
فالله عزوجل يغفر جميع الذنوب ما لم يغرغر العبد و ما لم تطلع الشمس من مغربها ،
والإنسان بطبيعته ضعيف ، يرتكب الأخطاء ، ويقع في المحظورات ، و يقترف المعاصي ، و ذلك نتيجة الغفلة التي تستولي على قلبه ، و التوبة تمحي كل شيء قبلها ، فتحجب بصيرتَه ، ويُزيِّن له الشيطان سُبلَ الضلال ، فيقع فيما حرَّمه الله عليه ، ومهمـا بلـغ الإنسانُ من التقوى والصلاح ، فإنَّه لا يَسْلم من الوقوع في الأخطاء ، ولا يُعصم من المخالفات ، فالمعصوم هو نبيُّنا محمَّد - عليه أفضل الصَّلاة وأزكى السلام - فهو القائل : ( كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون ) .
و التوبة النصوح لها شروط عند أهل العلم وهي :
1/ الإقلاع عن الذنب .
2/ الندم على فعله .
3/ العزم على عدم العودة إليه .
و إن فقد أحد الشروط الثلاثة لم تصح التوبة .
لا تحزن
إن أذنـبت فتُــب و إن أسأت فاستغفر
وإن أخطـأت فأصلح فالرحـمة واسـعة
يقول الإمام النوويُّ – رحمه الله تعالى - : " قال العلماء : التوبة واجبةٌ من كلِّ ذنب ؛ فإن كانت المعصيةُ بين العبد وبين الله - تعالى - لا تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ ، فلها ثلاثةُ شروط :
( أحدها ) : أن يُقلعَ عن المعصية .
( والثاني ) : أن يَندمَ على فِعْلها .
( والثالث ) : أن يَعزمَ على ألاَّ يعودَ إليها أبدًا .
فإن فُقِد أحدُ الثلاثة لم تصحَّ توبته .
فالتوبة التي يريدها الله منَّا ، ويقبلها عنَّا ، ويغفر بها لنا - هي التوبةُ النصوح ، التوبة الصادقة المخلصة التي يُبتغى بها رضا الله سبحانه .
توبة يرافقها العزمُ الأكيد على تَجنُّب الخطايا والذنوب .
توبة يُصاحبها العمل المخلص ، والعبادة الخالصة لله سبحانه .
توبة تُحدِث تغيراتٍ في حياة المسلم ، فتنقله إلى حياة الإيمان والعمل الصالح .
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول : ( قال الله - تبارك وتعالى -: يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدم، لو بَلغتْ ذنوبُك عَنانَ السماء ثم استغفرْتَني، غفرتُ لك ولا أبُالي، يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايَا، ثم لَقِيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مغفرةً ) ، أخرجه الترمذي .
بقلمِ الفقيرة إلى ربِّها :
لؤلؤة الدعوة [ أم الفاروق ] .